روجعت كتابات الأستاذ يوسف نويهض، في التفاتة كريمة من أولاده وأحفاده، هدفت لإحياء تراثه فإذا نحن أمام كنز غنيّ من الأدب الرفيع.
ولد الأستاذ يوسف في بلدة رأس المتن عام 1908، وتلقّى علومه الابتدائيّة في دير الحرف حتّى المرحلة المتوسّطة لينتقل بعدها إلى بيروت. حصل على منحة إلى فرنسا ليدرس اللّغة العربيّة وآدابها في السوربون، عام 1929، بعد إتمامه تعليمه الثانويّ.
عاد بعد تخرّجه إلى لبنان ليزاول مهنة التعليم في البعثة العلمانيّة الفرنسيّة حيث أمضى قرابة أربعين عامًا في التعليم. اختير، ولأكثر من مرّة، في الهيئة الإداريّة لنقابة المعلّمين، وكتب العديد من المقالات في الصحافة اللبنانيّة، مدافعًا عن حقوقهم.
عمل في الحقل الوطنيّ والاجتماعيّ طيلة حياته، وأفنى عمره في خدمة لبنان ناشرًا الطيبة والمحبّة حيثما حل، وجمعته علاقات وثيقة مع كبار شخصيّات لبنان الأدبيّة، والاجتماعيّة والسياسيّة.
توزّعت كتابات الأستاذ يوسف سليم نويهض بين المقالة وأدب الرحلة وأنواع أخرى كالرسالة وقصص الأطفال. ولو تسنّى له في حينه نشر هذه القصص لكان السبّاق في مجال أدب الأطفال في العالم العربيّ.
يطول الحديث عن الأستاذ يوسف سليم نويهض ويطول... ونحن لنترك للأصدقاء والمعارف والأهل والأحبّة الاطّلاع على سيرته وأدبه وحياته، من خلال كتاباته هذه التي نعرضها أمام القرّاء الراغبين في التبحّر في أدب عريق وأسلوبٍ جزلٍ متين السبك.
ولا يسعنا في النهاية إلّا أن نردّد مع الأستاذ أحمد علبي، الذي كان من أقرب الأصدقاء إليه، حين كتب في وداعه مقالته الشهيرة في إحدى الجرائد، معدّدًا مزاياه الكبيرة:
" ستبقى ذكراك كالفلّ بيضاء نديّة....."