الحلم الخادع
ذكروا أنّ "هملكار" سيد القرطاجيين خُيّل إليه وهو يحاصر مدينة "سيراكوزا" (Syracuse)، أنّه سمع في منامه صوتًا يناديه ويبشّره بأنّه سوف يحتلّ هذه المدينة من غده ويتناول فيها غداءه، لذلك فقد أمّل لنفسه ولجيشه الظفر وطمأن باله، فأعدّ جنوده للقتال وخوض المعركة هانئًا بأمله، إلّا أنّ مناقشة حادّة ثارت بين القرطاجيّين وحلفائهم ألهتهم قليلًا، فاغتنم السيراكوزيّون الفرصة وهاجموا عدوّهم وهو ما يزال في معسكره غافلًا، فاحتلّوه وقادوا "هملكار" مغلولًا بالقيود إلى أسوار مدينتهم.
وهكذا كان أمله أخدع له من حلمه، فتناول الغداء المنتظر في "سيراكوزا" ولكن ليس مكلّلًا بالنصر عزيزًا، كما افترض وقدّر، بل أسيرًا ذليلًا ينطبق عليه مثلان: لم يكن حساب الحقل مطابقًا لحساب البيدر. ومن اعتمد على زرع الآمال حصد الخيبة.
يوسف س. نويهض