نصائح وإرشاد
(ألّفها الكاتب لتلاميذه في الصفّين الرابع والخامس الابتدائيّ)
أيّها التلميذ النجيب، إنّ المدرسة التي تجلس على مقاعدها، ليس عليها أن تملأ ذهنك بالعلوم، وتحشو رأسك بالمعارف فقط، إنّما أوّل واجباتها أن تنصحك وتَهديك إلى ما فيه خيرك اليوم والغد.
لم تكن في هذا العالم لتكسل، فإنّ الكسل مفتاح الفقر والندم، وما عليك إلّا أن تقتدي بالطير والنحل والنمل في بكورها وجدّها ومثابرتها على العمل دون ملل؛ والكسل أخو الجهل، والكسول أخو الجاهل، والجاهل يمقته الناس ويتجنّبون معاشرته، وأعدى أعدائه نفسُه. والكسل مرضٌ عضالٌ، إذا تملّك إنسانًا أفقده لذّة الحياة وقضى عليه؛ فحاربْه منذ هذه الساعة وأنت صغير قبل أن يستفحل خطره فيك، وإذا ما سمعت نصيحتي وعملت بها وتحلّيت بثوب الاجتهاد فلا تنسى أن تعمل بنظام؛ فإنّ النظام شريك الجدّ ولا ينتج الاجتهاد ثمرًا طيّبًا إلّا به، وهو الذي يقلّدك في المدرسة وسام الفوز والفخر، ويُكسبك محبّة معلّميك ووالديك واحترام رفاقك. وإذا خرجت إلى العالم الكبير وكنت منظّمًا أشار إليك الناس بالبَنَان وتهافتوا على التعرّف إليك واكتساب صداقتك. وأوصيك أيضًا بحسن الخلق، فلا تكن فظًّا مع أحد، وعامل الناس بالرفق والحسنى حتّى تميل إليك قلوبهم. وافتح في قلبك بابًا لمحبتهم، وإذا لم يسعهم جميعًا فإيّاك أن تفتح بابًا للبغضاء. وتخيّر الأصدقاء، وإذا ما صادقتهم فكن مخلصًا لهم صريحًا غير مراءٍ ولا مداجٍ، وأساس الأخلاق الصدق، فإنّه مفتاح الثقة، والثقة أساس المعاملة، والمعاملة الحسنة أساس النجاح للأفراد والجماعات؛ وكن صريحًا في قول الحقّ، ولكن إيّاك أن تجعل من صراحتك سيفًا تجرح به خيار الناس.
فإذا وعيت نصائحي هذه وفهمتها واتّخذتها قدوةً لك فإنّي أهنّئك منذ الآن، وأنبِئُك بمستقبل باهر زاهر لك ولأمّتك.
يوسف س. نويهض