الأرض

   الأرض أمٌّ كريمة رؤوم لا تملّ العطاء، فقلبها منبع للخير العميم، لا ينضب ولا يجفّ وهي لا تعرف  التعب، فكلّما ازداد المرء لها حرثًا وشقًّا ازدادت له رزقًا؛ وهي صانعة وفنّانة ماهرة، فترابها الخشن الجامد الممزوج بالحجارة القاسية والأقذار، تجعل منه أشكالًا حيّة بديعة هندسيّة الشكل، يعجز عن صنع مثلها أمهر الصنّاع، فتحوّل الحبّة إلى نبتةٍ تهِبُ الأغصان المتناسقة والبراعم والأوراق والأزاهر والثمار الشهيّة. يعيش بها الإنسان والحيوان؛ ومن تربتها الواحدة ذات اللون الواحد، تخلق لك الألوان المتنوّعة التي تسحر القلب والعين ببهائها وجمالها. فسبحان باريها، هي أجدر كائنات الله بالتقديس والاحترام وأولاها بالعناية. فلنعد إلى أحضانها نعالجها نكن عارفين لفضلها وجميلها، جانين لبركاتها.

                                                                                     يوسف س. نويهض