البدويّ
البدويّ إنسان موطنه الصحراء أو البادية، وهناك البدويّ الصينيّ والإيرانيّ والأميركيّ والعربيّ. وهو لا يعيش كما يعيش سكّان الحضر أو المدن في بيوت ثابتة، بل مسكنه الخيام المصنوعة من شعر الماعز ووبر الجمال وصوف الغنم، ولا يستقرّ في مكان واحد، بل يتنقّل من مكان إلى مكان آخر. فالبدويّ السوريّ مثلًا يتوغّل في الصحراء السوريّة المعروفة بالحمّاد شتاءً، ويؤمُّ الأماكن المجاورة للقرى صيفًا، وكثيرًا ما يهجر الحدود البرّية ويؤمّ جبال لبنان لينجو من الحرّ، وترافقه مواشيه من بقر وماعز وغنم، يقتات بألبانها ولحومها، وأحيانًا يبيعها ويشتري بأثمانها ما يحتاج من كساءٍ وحذاء.
البدويّ يحبّ الحرّية، ويحيا حياة بسيطة، بعيدة عن التصنّع ولا يرضى حياة غيرها. والبدويّ الصغير لا يلبس عادة إلّا ثوبًا بسيطًا من القطن أو الصوف يشبه قميص النوم عندنا، ويغطّي رأسه بغطاء فوقه عقالٌ ليقيه من حرّ الشمس المحرقة.
يعوّده أبوه منذ الصغر ركوب الخيل والإبل، واستعمال القوس ورعي الأغنام، وهو شجاع قويّ البنية لأنّه يعيش في الهواء الطلق، البعيد عن الرطوبة التي تنمو فيها جراثيم الأمراض.
والبدويّةُ تُعنى بتنظيف الخيمة وطحن الحبوب، وخبز الطحين والطبخ، وتُحيك الصوف، وتنسج الوبر وتعمل منه عباءات جميلة، وبسطًا للفرش.
وأكثر البدو من فتيان وفتيات كانوا لا يتعلّمون القراءة والكتابة، وقد أخذت الحكومات في البلدين الأخوين المجاورين "سوريا والعراق" توجد لهم المدارس المتنقّلة، لتحارب فيهما الجهل والأميّة، فيصيروا متعلّمين، متحلّين بنور العلم مثل إخوانهم أبناء المدن.
يوسف س. نويهض