السنديان

   أشجار السنديان كثيرة الانتشار في لبنان وهي مفيدة جدًا.

   فالقرويّون يتدفّأون بحطبها في أيام القرّ والثلوج، ويصنعون منه الفحم الجيّد للتدفئة والطبخ. والنجّارون يستعملون أخشابها في صنع أثاث البيوت، وهي صلبة متينة لا يؤثّر بها السوس.

   والسنديان يعمّر طويلًا ويعلو في السماء، طريء الظلّ، جميل المنظر، لذلك ترى في أكثر ساحات القرى اللبنانيّة والدور الكبيرة سنديانة ضخمة أو أكثر، يستظلّ بها الناس في أيّام الحرّ، يجلسون تحتها للاستراحة والتحدّث والتسامر واللعب! وفي الأعياد واجتماعات الفرح يتجمّعون في ظلّها، ويبنون حولها المقاعد الحجريّة والمصاطب. وكثيرًا ما كان يتّخذها المعلّمون مكانًا لتعليم أبناء القرية في الزمان الماضي محلّ المدرسة اليوم.

   والسنديان قويّ الأصول والفروع والجذوع، تتغذّى بأوراقه الماعز، لا تستطيع أقوى الرياح أن تزعزعه أو تقتلعه من التربة. والدوَّام، ثمر السنديان، يشبه الأصابع السمينة أو التمر في الشكل، إلّا أنّه يُغلّف القسم المتّصل منه بالأغصان ببيوت شائكة كأقماع الخياطة أي الكشاتبين. والدوّام يشويه بعض الفلاحين ويأكلونه في الشتاء وهو مرّ الطعم وغير كريه.

                                 يوسف س. نويهض