النظافة
ما أثمن الصحّة، فإنّه لا كنز يضاهيها في هذه الحياة. فالواجب يقضي على كلّ ولدٍ، صبي أو بنت أن يحافظ عليها ما استطاع، وأولى طرق الصحّة هي النظافة: نظافة اليدين والأصابع، ونظافة العينين والأنف والفم والأسنان والرأس والبدن.
والنظافة أمر لا يتطلّب إلّا قليلًا من قوّة الإرادة والنشاط؛ ومع الوقت تصبح النظافة، عادة من أحسن العادات.
والنظافة جمالٌ وأناقة. وإذا كان الواحد منكم نظيفًا نظر إليه الناس نظرة الاحترام والعطف وأحبّوه. فلا يبخلَنَّ أحد على نفسه بقليل من الصابون والماء ينظّف بهما أعضاء جسده.
فغسل اليدين والوجه كلّ يوم صباحًا ومساءً واجب أوّلي، وغسل اليدين قبل تناول الطعام، لنفْيِ ما قد يعلّق على صفحة اليد من ميكروبات، لأمر مهمّ وهيّن معًا. وكذلك تقليم الأظافر، حتّى لا يكون ما بينها وبين كلوات الأصابع مستودعات وملاجىء للأوساخ.
العينان: فالعينان وهما عضوان أساسيّان في الجسم وزينة في الوجه، يجب العناية بهما، فينظف المؤقان1 والأهداب من كلّ غبار أو قذي أو رَمَص2.
الأذنان: وكذلك الأذنان الكثيرتا التعاريج، يلزم غسل محارتيهما – صيوانيهما – لنزع ما يلصق بهما من الغبار والأوساخ، ولكن مع الاحتراس من دخول الماء إلى القنوات السمعيّة ومسّ شيء من داخل الأذن.
ويفعل مثل ذلك بالأنف والحفر الأنفيّة، فتنظّف من القشور والمخاط بكلّ دقّة حتّى لا تحدث تسلّخات في غشاء جدران الحفر.
الفم: يغسل الفم والأسنان بالفرشاة، ويمنع إدخال الأصابع إلى هذا العضو الموصل الطعام إلى المعدة.
الاستحمام: ولا يكفي تنظيف ما ذكر فقط، بل من الضروريّ أيضًا الاستحمام (مرّتين كلّ أسبوع أو مرّة على الأقلّ) لتنظيف الرأس وفروته، حتّى لا يترك مجال للصئبان أو القمل من الرعي فيه، وإزالة الأوساخ والأملاح من المطاوي3 الجلديّة.
والاستحمام يطهّر البدن، ويسهّل عمل التنفّس في مسام البشرة، ويساعد أجسام الأولاد على النموّ والصحّة والراحة والنشاط.
يوسف س. نويهض