الوفاء

   إذا استعرت من مكتبة صديق لك كتابًا وطالعته واقْتَبَسْتَ ما تضمّنه من الأفكار، ورددته بعد أن قضيت منه مرادك، فأنت إنسان وفيّ. وإذا استدنت من بعض الناس مالًا لأجَل أو اقترضته منه على أن تردّه له في حينه المتّفق عليه، ووفيت ما عليك دون تأخّر عن الموعد المعيّن، أو إلجاء دائنك إلى مطالبتك، فأنت امرؤ ذو وفاء.

   وإذا أحسن إليك محسن في أيّام ضيقك ونشلك صديقك من عثارك وأتاك مؤاسٍ ساعة نكبتك أو مرضك، وزالت عنك أيّامك السوداء، وبسم لك العزّ وأيّام السعد، وأصيب هؤلاء بمثل ما أصبت، فرددت إلى المحسن إحسانه وانتشلت صديقك من ضنكه وواسيت من آساك وزرت من زارك وكافأت هؤلاء جميعًا بأحسن ممّا قدّموه لك، فأنت به، ولا شكّ، من أهل الخير والوفاء.

                                         يوسف س. نويهض