بيروت

   بيروت عاصمة لبنان وثغره الأوّل، لها منظر من أجمل المناظر، يُبهج العيون وخصوصًا إذا أطللت عليها من شماليّها؛ تكتنف شاطئها مياه البحر الأبيض المتوسّط أو مياه البحر الشاميّ من الشمال والغرب؛ تعلو قليلًا عن سطح البحر وفيها أماكن منخفضة وأماكن أخرى مرتفعة، تشرف على جبال لبنان الجميلة، والبحر. وبيوتها بديعة البناء قرميديّة السطوح، وبعض شوارعها متّسعة مستقيمة، وهي معدودة من أجمل مدن الشرق الأدنى، فيها عدد كبير من المدارس العالية والمتوسّطة والصغيرة، يؤمّها التلاميذ من جميع أنحاء لبنان والبلدان العربيّة المختلفة لتحصيل العلوم فيها، حتّى إنّها سمّيت مدينة العلم؛ وعدا ذلك فهي مدينة تجاريّة لا يعادلها في التجارة ثغر من ثغور لبنان وسوريا، وهي متجر لأبناء هذين البلدين، ومسكن الحكّام والنوّاب وممثّلي الدول. يحبّها اللبنانيّون فيقصدونها للتنزّه والفرجة والبيع والشراء ولهذا يزداد عدد سكّانها، ولا يزال يزيد سنة فسنة، حتّى ضاقت بمن يقطنها على رحبها واتّساع مساحتها.

   ولبيروت ثلاثة مداخل رئيسيّة: واحد من الشمال الشرقيّ، وآخر من الجنوب، وثالث من الشرق تصلها بالساحل اللبنانيّ والجبال والقرى والمدن وسائر البلدان المجاورة كفلسطين وسوريا.

   وفي جوار بيروت متنزّهات فيها أشجار الفاكهة والصنوبر والزيتون وحقول الخضر، وبعض الآثار وهي جديرة بأن تلفت نظر طلّاب المدارس ليروّحوا فيها عن أنفسهم عناء الدرس.

                                     يوسف س. نويهض