قلب شفوق
(ترجمها المؤلّف من الفرنسيّة لتلاميذه في الصفّين السابع والثامن)
في عشيّة أحد الشعانين كان "روجر" الصغير، ابن أحد الملّاكين الأغنياء، يتحدّث مع فتىً قرويّ في الدار، جاء الخادم ونادى الابن الغنيّ يدعوه لتناول العشاء. فقال له الفتى القرويّ: هنيئًا مريئًا يا أخي. إنّي منتظرك ههنا. فأجابه صديقه: وأنت أيّها الرفيق، ألا تذهب لتتعشَّى؟ فردّ عليه الولد الفقير، وقد بدا على وجهه بعض الارتباك: لا عشاء عندنا اليوم، ثمّ ابتعد متنهّدًا تنهّدة عميقة صادرة عن طيّات فؤاده.
ذهب روجر إلى البيت مُسْرعًا وارتمى على أبيه مطوّقًا عنقه قائلًا: كم ثمن البدله التي وعدتني بمشتراها للعيد الكبير يا أبتِ؟
- ثمنها ثلاثون فرنكًا يا بني، ولِمَ هذا السؤال؟
- لسبب ما يا أبي.
- ما لك، قل يا حبيبي ولا تخف! فأجابه: أودّ أن تنقدني الثلاثين فرنكًا يداً بيد.
فناوله أبوه القيمة من ساعته، وهو على يقين أن لا سبيل أفضل من هذا يصرف فيه ابنه المال.
أمّا أنتم أيّها الأصدقاء، فلا شكَّ أنّكم حزرتم كيف استعمل روجر تلك الدراهم.