الضِّيافة اللّبنانيّة
في لبنان، لا تزال الضّيافة مرعيَّة كواجب من الواجبات الإنسانيّة في الحياة اللّبنانيّة، وخصوصًا في الطبقتين المتوسّطة والفقيرة. أمّا الطبقة العالية، في الاصطلاح المدنيّ، أي طبقة الأغنياء، فهي تُسرف في الضّيافة تارةً، طلبًا لجاه أو حرصًا على سمعة، وطورًا تعتصم بما للفرنجة من تقاليد وعادات، فتلجأ إلى النُّزل لتقوم بواجب بارد في ضيافة رسميّة. وكلَّما كثرت النُّزُل الحديثة، في لبنان، وانتشرت تجارة الاصطياف، قلَّت الضّيافة الحقيقيّة العربيّة الجميلة الأصل والأثر، في بيوت اللّبنانيين؛ وممّا لا ريب فيه أنّها كانت في الماضي شاملة عامّة.
أمين الريحاني
قلب لبنان صفحة 112