تسلّق المنحدر
إذا كنت ماشيًا في الجبال أيّها القارىء العزيز، وأمامك وادٍ عميق تجتازه من جبل إلى جبل، فلا تشغل نفسك، وأنت هابط، بمحاسن الطّبيعة. انزل مسرعًا ولا تكترث لشيءٍ حولك أو أمامك، ثمّ صعِّد في الإسناد على مهل، واستمتع بكلّ ما هناك من جمال الطّبيعة ومدهشاتها.
فكلّما عراك شيءٌ من التّعب، قف هنيهةً، وسرّح النظر والنفس فيما حولك. استنشق الهواء الصّافي والرّوائح الطّيبة، تنتعش. استمع لصرير الجنادب وللنسور تصفّق بأجنحتها تستأنس. ثمّ خذ بضع ورقات من الغار والقصعين، فأدلك بها يديك وجبينك تسترح وتستعد النشاط والعافية.
إنّك إذا فعلت ذلك لا تشعر بشيء من التّعب في التّصعيد مهما كان من وعورة الجبل.
أمين الريحاني